إن ربك لبالمرصاد الحمد لله العزيز الوهاب، القاهر القابض الغلاب، يمهل الظالم ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر، أحمده تعالى وأشكره على سوابغ نعمه، وأسأله أن يدفع عنا أسباب سخطه ونقمه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، إن الله تعالى يمهل الظالم إلى وقت عذابه لكنه لا يهمله؛ قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}(هود:102)،
قد يغتر الظالم بظلمه سنوات، يظلم عباد الله، والله يمهله بحلمه عليه، ويستره بستره له، يتمادى الظالم في غيه وجبروته، وينسى أن الله يمهل ولا يهمل، ينسى كيف انتهى الجبابرة الطغاة الظالمون وكيف انتهى الأكاسرة والقياصرة والفراعنه والذي خلق الأكوان مـن عدم الكل يفنى فـلا إنس ولا جان يستطيع أن يفلت من قبضة الله جل وعلا وان دعاء المظلومين مستجاب ولو بعد حين في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((واتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)
لا تظلمن إذا ما كنت مقتــدراً فالظلم مرتعه يفضي إلى الندمِ تنام عينك والمظلــــوم منتبه يدعـو عليك وعين الله لم تنمِ والله يمهل الظالم ولا يهمله حتى إذا أخذه لم يفلته: